الجو جميل بالرغم من لسعة البرد الخفيفة, آذار يلفظ أنفاسه الأخيرة, نيسان جديد يولد من رحم الزمن, الشمس تواصل زحفها لتكشف ما بقي من جسدها, إنها المرة الأولى التي يشاهد فيها الشمس وهي تستيقظ من نومها (( كم هو رائع هذا المنظر, شاهدتهُ في لوحات الشعراء, ولكني لم أتخيلهُ بهذه الروعة ))
كانت المرة الأولى التي يستيقظ فيها في هذا الوقت, دائما ً كان آخر من يصحو, ينهض متثائبا ً, شاتما ً كل الأشياء التي حوله, هذه المرة استيقظ قبل الجميع, حتى قبل والده الذي اعتاد أن يصلي الفجر حاضرا ً, الوالد في هذا اليوم بالذات غلبهُ النوم ولم يستيقظ كعادته.
لم يكن النشاط ما أيقظه, الأرق الذي تغلغل فيه أجبره على مغادرة الفراش بتثاقل, فتح الراديو, كان صوتا ً يتسرب بطفولة "أنا عندي حنين ما بعرف لمين, ليليه بيخطفني من بين السهرانين" كان يعشق صوتها, لم يسمعها بهذه الروعة من قبل, لأنه لم يكن يستيقظ قبل الحادية عشره.
((انسكاب الماء في دلة القهوة, له صوت مختلف هذه المرة, ربما لأن الجميع نائمون, والجو ساكن جاء صوته أعلى, نعم ))
امتزجت رائحة القهوة المغلية بذلك الصوت الملائكي "وندهني حبيبي جيت بلا سؤال, من نومي سرقني من راحة البال" فتح الستائر ليسمح بدخول الشمس إلى الغرفة, فتح النافذ المقابلة ليسمح بدخول أريج الياسمينة المتكئة عليها؛
((حتى الياسمينة لها رائحة أجمل هذا اليوم))
أكمل فنجانه الثاني, وأكملت الشمس عريها, بدأت تجفف قطرات الندى عن الأعشاب, كانت تشبه قطرات عرق على جبهة حبيب محموم, خرج يجرب السير على أنغام السكون, يوم الجمعه بالذات هو اليوم الذي يظل فيه معظم الناس نائمين حتى وقت متأخر.
الأسواق ما زالت غافيه, الدكاكين معظمها مغلقه, إلا المخبز, ليس فيه سوى العامل يجهز العجينه, ومطعم الفلافل, يجلس صاحبه العجوز بانتظار زبائنه الذين كان معظمهم من الأطفال الصغار, أكمل مسيره, انتهى إلى الحاج ( صبحي) وهو يرتب الصحف التي وصلت للتو, فتش فيها, لم يجد فيها ما يثير اهتمامه؛
(( يبدو أن السكون يجتاح كل شئ هذا اليوم, حتى الصحافة ))
عاد أدراجه بخطواتٍ متناسقة مع حركة الشارع التي بدأت تنبت شيئا ً فشيئا ً, السوق امتلأ بالضجة, معظم المحلات فتحت, العجوز باشر بيع الفول والفلافل لزبائنه الذين ملأوا المطعم, المخبز الفارغ أصبحت أمامه جمهرة ٌ كبيرة من المستعجلين.. دوري.. لا أنا دفعت قبله.. أنا أقف منذ نصف ساعة…
دخل البيت الذي ينبض حيوية ً كعادته, الوالد يحلق ذقنه بانتظار خلوّ الحمام, الوالدة مشغولة بتجهيز الإفطار, البنات يتقاسمن مهام تنظيف البيت, الأولاد أصغرهم ذهب لشراء مستلزمات الغداء, الأوسط ما يزال يفرك عينيه من رماد النوم, الأكبر يخرج لتوه من الحمام وهو يلف جسده بمنشفة ٍ بيضاء, القاسم المشترك بينهم جميعا ً هو الدهشة من ذلك النشاط المفاجئ.
عندما أنهى الجميع ما بأيديهم, كان طعام الإفطار جاهزا ً, جلسوا, كان أول الجالسين على غير عادته, ((الطعام له نكهة مختلفة, إنه أشهى)), أكل كثيرا ً, أنهى طعامه قبلهم, صعد إلى سطح المنزل, نظر إلى العالم, رآه مختلفا …………
(( يبدو أنني نمت .... كثيـــــــــــــراً ))
كانت المرة الأولى التي يستيقظ فيها في هذا الوقت, دائما ً كان آخر من يصحو, ينهض متثائبا ً, شاتما ً كل الأشياء التي حوله, هذه المرة استيقظ قبل الجميع, حتى قبل والده الذي اعتاد أن يصلي الفجر حاضرا ً, الوالد في هذا اليوم بالذات غلبهُ النوم ولم يستيقظ كعادته.
لم يكن النشاط ما أيقظه, الأرق الذي تغلغل فيه أجبره على مغادرة الفراش بتثاقل, فتح الراديو, كان صوتا ً يتسرب بطفولة "أنا عندي حنين ما بعرف لمين, ليليه بيخطفني من بين السهرانين" كان يعشق صوتها, لم يسمعها بهذه الروعة من قبل, لأنه لم يكن يستيقظ قبل الحادية عشره.
((انسكاب الماء في دلة القهوة, له صوت مختلف هذه المرة, ربما لأن الجميع نائمون, والجو ساكن جاء صوته أعلى, نعم ))
امتزجت رائحة القهوة المغلية بذلك الصوت الملائكي "وندهني حبيبي جيت بلا سؤال, من نومي سرقني من راحة البال" فتح الستائر ليسمح بدخول الشمس إلى الغرفة, فتح النافذ المقابلة ليسمح بدخول أريج الياسمينة المتكئة عليها؛
((حتى الياسمينة لها رائحة أجمل هذا اليوم))
أكمل فنجانه الثاني, وأكملت الشمس عريها, بدأت تجفف قطرات الندى عن الأعشاب, كانت تشبه قطرات عرق على جبهة حبيب محموم, خرج يجرب السير على أنغام السكون, يوم الجمعه بالذات هو اليوم الذي يظل فيه معظم الناس نائمين حتى وقت متأخر.
الأسواق ما زالت غافيه, الدكاكين معظمها مغلقه, إلا المخبز, ليس فيه سوى العامل يجهز العجينه, ومطعم الفلافل, يجلس صاحبه العجوز بانتظار زبائنه الذين كان معظمهم من الأطفال الصغار, أكمل مسيره, انتهى إلى الحاج ( صبحي) وهو يرتب الصحف التي وصلت للتو, فتش فيها, لم يجد فيها ما يثير اهتمامه؛
(( يبدو أن السكون يجتاح كل شئ هذا اليوم, حتى الصحافة ))
عاد أدراجه بخطواتٍ متناسقة مع حركة الشارع التي بدأت تنبت شيئا ً فشيئا ً, السوق امتلأ بالضجة, معظم المحلات فتحت, العجوز باشر بيع الفول والفلافل لزبائنه الذين ملأوا المطعم, المخبز الفارغ أصبحت أمامه جمهرة ٌ كبيرة من المستعجلين.. دوري.. لا أنا دفعت قبله.. أنا أقف منذ نصف ساعة…
دخل البيت الذي ينبض حيوية ً كعادته, الوالد يحلق ذقنه بانتظار خلوّ الحمام, الوالدة مشغولة بتجهيز الإفطار, البنات يتقاسمن مهام تنظيف البيت, الأولاد أصغرهم ذهب لشراء مستلزمات الغداء, الأوسط ما يزال يفرك عينيه من رماد النوم, الأكبر يخرج لتوه من الحمام وهو يلف جسده بمنشفة ٍ بيضاء, القاسم المشترك بينهم جميعا ً هو الدهشة من ذلك النشاط المفاجئ.
عندما أنهى الجميع ما بأيديهم, كان طعام الإفطار جاهزا ً, جلسوا, كان أول الجالسين على غير عادته, ((الطعام له نكهة مختلفة, إنه أشهى)), أكل كثيرا ً, أنهى طعامه قبلهم, صعد إلى سطح المنزل, نظر إلى العالم, رآه مختلفا …………
(( يبدو أنني نمت .... كثيـــــــــــــراً ))