الرئيسية
عندما نواجه مستمعي الغناء يواجهوننا بتبريرات وحجج أوهن من بيت العنكبوت. فسنعرض على سماحتكم بعضها راجين جوابكم وردكم والله لا يضيع اجر المحسنين.
التبرير الأول: لا نستمع للغناء بقصد اللهو أو الطرب وإنما لهموم وآلام وحزن داخل قلوبنا.
بسمه تعالى:
أولاً: أن الغناء ليس محرماً لكونه لهواً وطرباً أطلاقاً. بل لكونه غناء فقط. فهو يكون حراماً على أي حال.
ثانياً: أننا لو مشينا باتجاه سؤال السائل وهو اتخاذ المحرم في سبيل دفع الهموم لكان شرب الخمر أولى لأنه أشد تأثيراً
في دفع الهموم وقديماً قال الشاعر:
إذا سكرت فأنني رب الخورنق والسدير
وإذا صحوت فأنني رب الشويهة والبعير
فكما انتم تورعون عن شرب الخمر، كذلك يجب أن تتورعوا عن كل محرم بما فيه سماع الغناء.
ثالثاً: أن التنزه عن الهموم والتفريح للنفس ليس خاصاً بالغناء أو بالحرام، بل هناك أسباب مباحة شرعاً وكثيرة عدداً يمكن للفرد اتخاذه لأجل التفريح.
رابعاً: لو فرضنا الانحصار بالمحرم فيدور أمر الفرد بين هم الدنيا وهم الآخرة. فانه لو لم يسمع الغناء أبتلى بهم الدنيا وان سمع الغناء أبتلى بهم الآخرة وهي عقوبة جهنم. فأيهما أشد وأصعب في نظرك ؟. لاشك انك يجب ان تستغني عن الأشد وتتحمل الأخف وهي هموم الدنيا.
التبرير الثاني: لا نقتنع بحرمة الغناء ونراه لا بأس به لأنه لا يضرنا ولا يضر ديننا والتزامنا.
بسمه تعالى: كيف لا يضر ؟ بل هو الضرر المحض في الدين والأخلاق والمجتمع. والالتزام أنما هو الورع عن المحرمات والغناء حرام، فإذا فعله أو استمع إليه لم يكن ورعاً ومن ثم لا يكون ملتزماً. فقد أضر سماع الغناء بالتزام الفرد على كل حال.
التبرير الثالث: نحن نصلي ونصوم ونلتزم دينياً إلا في الغناء فان الله غفور رحيم ولا يضره استماعنا للغناء.
بسمه تعالى:
أولاً: لو فتحنا هذا الباب لزعمنا جواز كل المحرمات بعنوان أن الله غفور رحيم. وهذا يناقض بكل تأكيد سبب إرسال الرسل وإنزال الكتب وتشريع الأديان. فأنها تلك الرحمة الإلهية الإسلامية التي يجب اتبعها، وليس الطمع بالرحمة التي لا يستحقها الفرد وهو معاند ضدها، باعتباره فاعلاً للمحرم ومضراً عليه.
ثانياً: أن الله تعالى كما هو غفور رحيم. كذلك هو شديد العقاب ذو انتقام. ولو كان الغناء من الصغائر لهان الامر إلا انه من الكبائر. وإنما الله تعالى يؤجل حصول انتقامه وغضبه إلى حين حصول الكبائر.
ثالثاً: أن الله لا يضره سماع العبد للغناء. وهذا أكيد لأنه أعلى من أن تضره ذنوب عباده كما لا تنفعه طاعتهم. وإنما هذه الأمور الصالحة تنفع العبد نفسه وضدها يضر العبد نفسه وجلب الخير الحقيقي للفرد بالعمل الصالح أولى بالعقل والرشد والحكمة من جلب الشر، وان كانت فيه اللذائذ المؤقتة. قال الشاعر: يا رب لذة وقت أنتجت ندماً.
والندم الحقيقي والكامل سيكون في الآخرة حين يرى عقابه حاضراً وجهنم أمامه، فيقو :(ياحسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين) ( )-(وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) ( )
التبرير الرابع: أن لدينا أوقات فراغ نريد أن نقضيها بالأغاني اداءاً وإستماعاً.
بسمه تعالى: هي أوقات فراغ في الدنيا ولكنها ليست أوقات فراغ في الآخرة. وهل يرضى الفرد أن تكون أوقات فراغه جناية عليه في العذاب السرمدي وزيادة في ذنوبه وعيوبه وظلمه ؟ أن أوقات الفراغ يمكن أن تقضي بكثير من الأعمال الطيبة والمفرحة والنزهات المباحة. ومن الأفضل أن تبني فيها آخرتك بزيادة ذكر الله سبحانه، لا أن تهدم فيها آخرتك بارتكاب المحرمات.
التبرير الخامس: إذا كان الغناء محرماً والنظر للنساء محرماً وغيرها محرماً فأصبح الدين حرجياً وغير متسامح.
بسمه تعالى: الدين يأخذ دائماً جانب المصلحة للفرد والمجتمع فيتسامح فيما لا يضر ويتشدد فيما يضر ويؤدي إلى سوء الحاضر والمستقبل. والتشدد دائماً هو في مصلحة تربية الفرد وتكامله في الدنيا والآخرة. والتسامح في هذه الأمور إهمال لتلك المصالح وتورط في المفاسد.
التبرير السادس: أن الزمان وتغير المغريات زادت ولا نستطيع أن نملك نفوسنا. وأما في السابق فلا توجد السينما ولا التلفاز ولا الفيديو فممكن للسابقين ان يلتزموا أما نحن فلا نستطيع.
بسمه تعالى: يجب على الفرد لكي يفوز في الدارين وينال كل ما تقر به العين، أن يصبر وان يكبح جماح نفسه تجاه المحرمات وترك الواجبات، فان هذا أقل ما يمكن أن تطاع فيه الشريعة. وليس للنفس الأمارة بالسوء إلا الصبر والسكون من هذه الناحية. وقد ورد: أن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد. وقال تعالى: ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ( )
التبرير السابع: لا نستطيع أن ننام أو نقرأ دروسنا إلا بعد سماع قسط من الأغاني.
بسمه تعالى: هذه نتيجة لعادة سيئة، يمكن التنازل عنها وتبديلها بالأمور المريحة والمفرحة مما هو مباح ومرضي لله عز وجل ومناسبة مع الورع والالتزام بالدين. جزاكم الله خير جزاء المحسنين.
التبرير الثامن: بعضهم يبرر جلبه للفرقة الغنائية في ليلة الحنة أو في ليلة الزفاف بأنه يقول (هي ليلة واحدة في العمر) لذلك يجب أن افرح واغني وأكون بغاية البهجة والسرور.
بسمه تعالى: يجب على كل فرد مراقبة الله في الصغيرة والكبيرة حتى النظرة والواحدة والنفس الواحد. ولا يجوز ارتكاب المحرمات إطلاقا مهما كان المورد مهماً بالنظر الدنيوي.
نصيحة سماحة السيد لمستعمي الغناء والمؤدين
بسمه تعالى: في حدود فمي: فان الاستعمار يخطط انواع المخططات والأساليب لسلب ديننا منا وإبعادنا عنه والتوصل إلى عصياننا لتعاليمه وتخلينا عن عدله، لكي نكون مثلهم في التسيب الأخلاقي والمالي والجنسي –كما هو الغالب في بلادهم- فلا نشعر بالمسؤولية وتأنيب الضمير والخوف من الله سبحانه.
ونحن إذا فعلنا ذلك، مما حاولوا نشره في المجتمع المسلم والمتدين، فقد اطعناهم وأعناهم على نجاح مخططاتهم وأهدافهم. وبالتالي فقد سرنا في الاتجاه المعاكس لديننا وأخلاقنا والعدل المرجو منا. وكذلك نكون قد أعنا أعدائنا ضد أنفسنا بعد أن نعلم أن السلوك الديني هو السلوك الصالح والسلوك الآخر هو السلوك الظالم. وان التمسك بالسلوك الصالح أفضل للفرد والمجتمع من السلوك الطالح والظالم.
فلنتق الله ربنا ولا يخدعنا الشيطان بإغرائه وأهدافه القاصرة الدنيئة (شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) ( ) (يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سؤاتهما) ( )
بل النصيحة أيضاً موجهة إليهم بل إلى كل البشر، لان الدين الإسلامي للبشر أجمعين وفي مصلحتهم جميعاً لا أن نكون مثلكم لكي نفسد جميعاً. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والحمد لله رب العالمين
ش
